سلسله مفاتيح

مش عارف لية و أنا فى الجامع بعد ما خلص الادان و صليت ركعتين السنه و قبل الادان التانى " طبعا صلاه الجمعه " بصيت قدامى على الارض و انا قاعد مستربع لقيت سلسله مفاتيح

بصيت جنبى يمين لقيت الرجل اللى على جنبى اليمين حاطط سلسله مفاتيح على الارض بصين الجنب التانى شمال لقيت نفس الحكاية سلسله مفاتيح

مديت عينى شوية لقدام على الراجل اللى بعدية لقيت مفاتيح – بس مش سلسه مفاتيح – اصلها كانت ميدالية شيك شوية و انا مستخسر اسميها سلسله مفاتيح

حاجه غريبة مين مننا مش ماشى بمفتاح ولا سلسله مفاتيح دى حتى انا من كتر اهتمامى بالموضوع ده اخترعت النظرية المفتاحية فى فهم الشخصية الانسانية – يعنى من الاخر – ممكن من سلسله مفاتيح اللى قدامك تفهم شخصيتة و تقرا كتاب حياته

يعنى الراجل اللى كان على يمينى كان لابس بدله و مظبط حاله و كمان معاه مفاتيح كتير كان واضح مفتاح العربية و منور علية علامه فولكس واجن و مفاتيح مختلفة الاحجام و الالوان اكيد منها الشقة و المكتب و الخ قبل ما ادور عينى من على المفاتيح قولت فى سرى يا ترى لما اوصل لسنه هايكون عندى سلسلة مفاتيح زى اللى معاه و لا هفضل معلق الميدالية اللى فيها مفاتيح الشقة و درج المكتب و صندوق البريد

الراجل اللى على شمالى كان باين علية انسان شبه ناس كتير معوش غير مفاتيح البيت و حبة مفاتيح باين من شكلها انها مفاتيح درج مكاتب حديد من بتاعه الحكومة حتى باين علية كده انه شبه موظفين الحكومة

ولما مديت نظرى بعده شوية لقيت ولد متروش حوالى 19 او 21 سنه و صابغ شعرة و لابس تى شيرت قصير و طبعا و هوا قاعد لازم يبان البوكسر – فى موضوع مخصوص على البوكسرات الرجالى قريبا – بس اية كان معاه ميدالية حكاية شكلها جامد جدا و مليانه مفاتيح بس هوا كان مهتم بمفتاح العربية و كان كل لما رجلية تخبط الميدالية يهتم انة يرتب المفاتيح تانى بحيث يكون مفتاح العربية هوا اللى فى الواجه و فوق كل المفاتيح

مش عارف لية ان انا حسيت ان الانسان عبارة عن سلسله مفاتيح و حياتك كلها ممكن تختصر فى سلسله المفاتيح فالمفاتيح الى انتا شايلها تختصر انتا انجزت قد اية فى حياتك و تدل على مستوى دخلك

المفتاح كلمه مهمه جدا فى حياتنا رغم اننا مش بيعدى يوم من غير ما نستخدمه سواء باب بيتنا او العمارة او المكتب و الدولاب العربية دى حتى كلمه " مفتاح " امتدت لتعبيرات تانية كتير فى حياتنا خد عندك مثلا - مفتاح الاجابة و المفتاح السحرى و مفتاح الفرج كمان – فى حاجات مهمه فى حياتنا احنا مش حاسين بيها و بنتعامل معاها على انها امر مسلم بية بس لما تختفى من قدام عنينا فى اللحظة دى بس عنينا تشوفها

أنا زهقت من المفاتيح من وانا صغير و انا بشيل مفتاح البيت على الاقل حتى فى عمر كان كل اصحابى و زمايلى فى المدرسى بيجيبوا ميداليات فاضية و كل لما كبرت عدد المفاتيح كتر و كبر لحد لما فجأة بدأ جيب النطلون يتقطع من كتر المفاتيح لما أجى أقعد بس من إسبوع خلاص عملت زى ما بيقول الاعلان " إنسف حمامك القديم " و زقيت 3 او 6 مفاتيح و زقتهم بعيد عن دماغى

طبعا العبرة مش بعدد المفاتيح و لا بحجم المفتاح لكن بقيمة المفتاح فمفاتيح الشقق شبه بعض لكن مكان الشقة يفرق و مفاتيح العربيات شبة بعض لكن ماركه العربية المحفورة على المفتاح تفرق


حسيت ان الواحد ممكن يجرى طول حياته يجرى ورا مفتاح و ممكن يضحى بكل شىء من أجل المفتاح ده و ساعات المفتاح ده يكون ما يستاهلش يتحط فى سلسله المفاتيح و ساعات الواحد كمان بيفتح السلسله و يرمى منها مفاتيح و هوا مش مقدر قيمتها و ممكن غيرة يتمناها!!! فعلا غريبة قوى الدنيا و غريبه مفاتيح الحياه



ياترى انا ضيعت كام مفتاح و هاجرى ورا كام مفتاح و انتا لازم تبص على مفاتيحك و تحدد انتا عايز اية منها و هيا عايزة منك اية ؟